الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية طلائع بحرية خافرة "صفنبعل": عمالقة اعالي البحار يترجمون في عملية واحدة معنى حب الوطن

نشر في  20 أفريل 2019  (00:19)

رُفع العلم ودوّت الصافرة معلنة عن انطلاق خافرة أعالي البحار "صفنبعل" نحو المهمة وعلى متنها فريق يضم عناصر قتالية وأخرى عملياتية.

نتحدث هنا عن طلائع جيش البحر الذين التقاهم موقع الجمهورية على متن الخافرة عشية الاربعاء 16 أفريل بحلق الوادي في زيارة نظمتها وزارة الدفاع لعدد من الصحفيين للتعرف على الباخرة ومهام من عليها.

تشق باخرة صفنبعل الضخمة عرض البحر بثبات نحو الهدف، هنا على بعد 8 اميال من ميناء حلق الوادي نُفذ تمرين عملياتي أمّنه كامل طاقم الباخرة يحاكي الواقع ويترجم مجهودات عناصر الجيش في حماية الحدود من اي غاصب ومنع وصول المخاطر عبر بحرنا الذي يعرف توترا واضطرابا.

تبدأ عملية الطلائع كخلية نحل لا تكل ولا تمل، "العناصر رصدت سفينة تعبر المياه التونسية" هكذا تحدث إلينا العقيد بالبحرية وليد بن سالم آمر خافرة اعالي البحار "صفنبعل"، ونحن نتابع بانتباه سير العملية المتمثلة في اعتراض واقتحام سفينة غير متعاونة.

كانت غرفة القيادة تعج بالعناصر، هذا يراقب سير الباخرة والاخر يحدد مسار "العدو" والثالث يتلقى الاتصال من قاعة العمليات اما على يمين الغرفة ينتشر على سطح الباخرة بعض العسكريين حاملين اسلحتهم الموجهة مباشرة نحو الهدف واخرون يرصدون السفينة عبر منظار في محاولة لحصر العدد.

يتقلد الخبير المسؤول وقائد العملية مهام التتفيذ، بعض الاسئلة المحددة تطرح على المشتبه به، وهو قائد السفينة المقابلة، كفيلة بعقد اجتماع عاجل مع بقية عناصر الطلائع.

يقول القائد لزملائه" امامنا سفينة على متنها 10 أشخاص، المهمة صعبة ونجحنا في مهام سابقة أكثر تعقيدا لا مجال الا للنجاح".

تتطلب العملية 4 اولويات وهي كما ذكرها حماية النفس وسلامة أفراد السفينة المقابلة حتى لا يمثل طاقمها خطرا على أرواحهم وثالثا نجاح العملية ورابعا سلامة المعدات.

رغم سرعة زوارق طلائع البحرية الا ان خافرة "صفنبعل" مكنتنا بفضل سرعتها التي تصل الى 21 عقدة وبمسافة قصوى تبلغ 4 الاف ميل، مكنتنا من متابعة عملية الاعتراض ودراسة محيط "العدو" ثم اطلاق اعيرة تحذيرية في الهواء فاقتحام والسيطرة عليها ومن ثمة اقتيادها ومن عليها الى حلق الوادي وتسليمها للمصالح الأمنية.

خافرة "صفنبعل"... رابع قوة عسكرية في البحر

اسماء خافرات جيش البحر الاربعة لها بعد تاريخي بشمال افريقي. "صفنبعل" المولود الجديد الذي تسلمته وزارة الدفاع الوطني في ديسمبر 2018، وتسميتها نسبة الى الأميرة القرطاجنية والملكة النوميدية التي ولدت في قرطاج وتزوجت بسيفاكس زعيم قبيلة نوميديا وتوفيت بسيرتا منتحرة حفاظا على شرفها من اعتداء الرومان بعد ان هزمت وزوجها في حرب ضد روما.

وصلت خافرة "صفنبعل" في افريل من السنة الفارطة بعد 7 ايام كما اكد آمرها العقيد بالبحرية وليد بن سالم لترسو بالقاعدة البحرية ببنزرت وهناك أقيم لها في نوفمبر ما يسمى بمهرجان رفع العلم لاعلان دخولها الرسمي في العمل باشراف وزير الدفاع الوطني. وساعد وصول هذه الخافرة على تعزيز عمل جيش البحر لتعدد مهامها واختزالها في باخرة واحدة عند تنفيذ العملية.

وتحوي الباخرة مسمار جانبي للكشف عن حطام السفن والتعرف على الاجسام الصلبة في قاع البحر كما أنها مجهزة بمصحة متطورة وزورقان سريعان وهذا من اهم نقاط القوة لها عند الخروج لزيارة السفن والتفتيش واقتحامها.

وتساعد هذه الباخرة في التصدي للجريمة المنظمة والارهاب حيث يقع تعزيزها بفريق تفتيش لطلائع البحرية لدعم عمل زملائهم من الفرق القارة وذلك في بعض المهام الدقيقة.

انتهت الزيارة ليلا بعد جولة بدأت من نادي الضباط بالبلفيدير الى معهد التكوين العسكري ثم مدرسة الصحة العسكرية بباب سعدون لتبقى في اذهاننا بعض المواقف التي تؤكد ما يقدمه الجيش ولاء للوطن بقوله "تونس، تعيش تعيش تعيش".

نعيمة خليصة